إيلاف من لندن: في كتابها الجديد صانعة الملوك: باميلا تشرتشل هاريمان وحياتها المذهلة في الإغواء والسلطة والإبهار"، تقدم الكاتبة سونيا بورنيل سيرة مليئة بالجرأة والصرامة وأحيانًا لمسة الخفة، لحياة امرأة حولت مفاتنها الشخصية إلى أداة دبلوماسية وسياسية غير مسبوقة.
ليست مجرد امرأة. هي باميلا هاريمان المولودة باسم باميلا ديغبي والتي تزوجت راندولف تشرشل، الابن الوحيد لرئيس الوزراء البريطاني الشهير وينستون تشرشل. الزواج كان كارثيًا وقصير الأمد ولكن أمدها بالسبيل إلى دائرة ونستون تشرشل الضيقة.
من عائلة أرستقراطية إنجليزية تعاني من ضائقة مالية، وُلدت باميلا ديغبي عام 1920 وكانت منذ صغرها شخصية تجذب الأضواء. حتى عندما كانت طفلة على متن سفينة متجهة إلى لندن، أثبتت قدرتها على كسب الألقاب، حيث فازت بلقب "أفضل طفلة على متن السفينة" بإلقاء ألعاب الآخرين في البحر!
مخزن الأسرار
العلاقة بين باميلا هاريمان (ديغبي) وونستون تشرشل، الذي سيُعرف لاحقًا باسم "أسد بريطانيا"، كانت علاقة قريبة ومعقدة، جمعت بين الروابط العائلية والسياسية. رغم أن باميلا كانت زوجة ابن تشرشل وليس لها علاقة دموية مباشرة به، إلا أن العلاقة بينهما كانت مميزة.
ورغم بداياتها المتواضعة وتعليمها البسيط، شقت باميلا طريقها إلى دوائر السلطة عبر زيجاتها وعلاقاتها المؤثرة. عندما تزوجت باميلا من راندولف تشرشل، كان ذلك بداية علاقة خاصة مع رئيس الوزراء البريطاني الشهير. وعلى الرغم من أن زواجها كان كارثيًا وقصير الأمد، إلا أن علاقة متينة جمعتها بوينستون تشرشل الأب.
خبر إعلان خطوبة باميلا ديجبي من راندولف تشرشل في عام 1939
احترام متبادل
وينستون تشرشل، الذي كان معروفًا بقدرته على التمييز بين الشخصيات المؤثرة والمميزة، رأى في باميلا امرأة ذكية قادرة على فهم القضايا الكبرى في عالم السياسة والدبلوماسية. كانت له علاقة مميزة معها، وصفها البعض بأنها تتجاوز العلاقة التقليدية بين "حماة وزوجة الابن".
يشير الكتاب إلى أن ونستون تشرشل نفسه كان معجبًا بشخصية باميلا الجذابة وذكائها اللافت، ورأى فيها شريكة نقاش قادرة على التعمق في القضايا السياسية والثقافية، حيث اعتمد عليها في بعض المهام الحساسة، ووجد فيها دعمًا عاطفيًا وعقليًا لم يكن يحظى به من كثيرين.
رغم فارق السن والوضع العائلي، كانت علاقتهما قائمة على الاحترام المتبادل. علاقتها مع الابن راندولف كانت كارثية بسبب سلوكه العنيف وميوله للمقامرة. أدرك تشرشل سوء معاملة ابنه الوحيد لباميلا وتعاطف معها، لكنه أيضًا قدّر طموحها وذكاءها. بالنسبة له، كانت نافذة للجيل الجديد ومصدرًا للإلهام، حيث قدّمت منظورًا جديدًا وشبكة علاقات ساعدته في تحقيق أهدافه الدبلوماسية.
خلال الحرب العالمية الثانية، استثمر تشرشل جاذبية باميلا وموهبتها في التواصل، حيث أوكل إليها العديد من المهام الدبلوماسية الحساسة. من خلال علاقاتها مع شخصيات مؤثرة مثل أفريل هاريمان وهاري هوبكنز، ساعدت في تعزيز العلاقة بين بريطانيا والولايات المتحدة. وجد تشرشل في باميلا شريكة حوار قادرة على مناقشة القضايا السياسية والثقافية بذكاء، وأدخلها إلى "الدائرة الأعمق" الخاصة به، والتي لا يدخلها الا من نال الثقة.
"العلاقة الخاصة"
توضح المؤلفة أن باميلا لم تكن مجرد متفرجة على الأحداث العالمية، بل كانت في قلبها. من خلال حديثها المؤثر وعلاقاتها القوية، أسهمت في بناء "العلاقة الخاصة" بين بريطانيا والولايات المتحدة، وهي علاقة سياسية ودبلوماسية استمرت لعقود بعد الحرب. ويشير الكتاب إلى أن تشرشل ونائبه ماكس بيفربروك أوكلا لها مهام حساسة تتطلب سحرها وجاذبيتها. كانت باميلا تتعامل مع شخصيات سياسية بارزة مثل أفريل هاريمان الذي كان يشرف على برنامج الإعارة والتأجير، وهاري هوبكنز، أحد أهم مستشاري الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت.
ووفقًا للكتاب، إنَّ العلاقة الخاصة بين أميركا وبريطانيا ربما بدأت بين ملاءات فندق دورشيستر في لندن. ففي خضم الحرب العالمية الثانية، وفي وقت كانت فيه بريطانيا تقف على حافة الهزيمة، كانت الجهود الدبلوماسية غير التقليدية ضرورة لا رفاهية.
وهنا جاء لعبت باميلا التي وُصفت بأنها "أقوى غانية في التاريخ"، دوراً محوريًا في ترسيخ هذه العلاقة. استُخدمت جاذبيتها وشبكة علاقاتها لإقناع القادة الأميركيين، مثل أفريل هاريمان، بدعم بريطانيا.
سقط هاريمان في حبها خلال غارة جوية في لندن واستمرت علاقتها به لعقود. وبفضل لقاءات شخصية مكثفة، شملت ما يمكن تسميته "حديث الوسادة"، استطاعت باميلا نقل المعلومات، التأثير في القرارات، وتعزيز الروابط بين الحليفين.
يشير الكتاب إلى أن سحر باميلا وطريقتها في التعامل جعلت القادة الأميركيين يشعرون بأنهم ملوك، مما ساهم في خلق جو من الثقة والالتزام المتبادل.
وبهذه الطريقة، قد تكون تلك الليالي في دورشيستر وغيرها من الأماكن قد وضعت الأساس لعلاقة خاصة ستغير مسار التاريخ.
قائمة العشاق
لم تقتصر شبكة علاقات باميلا على السياسة فقط، بل شملت أيضًا شخصيات بارزة من مجالات مختلفة. كانت قائمة عشاقها تضم أسماء لامعة مثل الصحفي الأميركي إدوارد ر. مورو، الذي كان يستمع إليه الملايين عبر إذاعاته التحذيرية عن خطر النازية. علاقتها بمورو كانت قوية لدرجة أنه فكر في ترك زوجته من أجلها، وفقًا لما يرويه الكتاب.
"الموجة المصرية"
أما نجم مجلة "بلاي بوي" آلي خان، الذي خضع في شبابه للتدريب في القاهرة على تقنية عربية قديمة تركز على تعظيم المتعة، فهو شخصية أخرى في حياة باميلا المليئة بالمفاجآت. تشير تفاصيل الكتاب إلى أنه علّمها "الموجة المصرية"، وهي حركة مرتبطة بالجنس تُظهر جرأة العلاقة بينهما وتعكس سحر باميلا واندفاعها نحو التجربة.
وباميلا، إثر تعلمها من خان كيفية منح اللذة والتمتع بها في آن لساعات طويلة في جلسة واحدة، راحت تمارس ذلك على عشرات الرجال المحظوظين. وهي أدركت تأثير الحماسة الجنسية ودورها في الوصال، لكنها أيضاً تعلمت طريقة استخدام مكعبات الثلج وما يمكن أن تثمر من نتائج مذهلة (وفق أحد سعيدي الحظ) من امرأة تدربت على ركوب "الموجة المصرية" في أعماقها.
إغواء النافذين
وفي سياق مختلف تمامًا، كانت علاقة باميلا هاريمان بـ جياني أنييلي، وريث إمبراطورية "فيات" الإيطالية، واحدة من أكثر علاقاتها تميزًا، حيث عكست قدرتها الفريدة على جذب الرجال الأكثر تأثيرًا في العالم. أنييلي، الملياردير الوسيم المعتاد على إعجاب النساء، لم يستطع مقاومة سحر باميلا وثقتها بنفسها. أغرقها بالهدايا الفخمة، مثل مجوهرات كبيرة جدًا لدرجة أنها كانت تترك كدمات على بشرتها، في تجسيد لعلاقة مليئة بالترف والجاذبية.
كانت طلتها مدهشة لدرجة أن أصدقاء أنييلي ظلوا يتذكرون مشهدها وهي تتبختر على سطح بار "السوبر يخت" الخاص به، مرتدية كمية هائلة من المجوهرات فقط، في صورة لا تُنسى تجمع بين الأناقة والجرأة.
لم تكن باميلا مجرد عشيقة تقليدية؛ بل جعلت أنييلي يشعر بأنه مميز. ساعدته في تنظيم شؤونه الشخصية وقدمّت له نصائح استراتيجية حول تعامله مع الشخصيات العالمية المؤثرة، إذ جمعت بين الجاذبية الشخصية والفهم العميق لديناميكيات القوة. بفضلها، عزز أنييلي صلاته بشخصيات بارزة في واشنطن ولندن، مما أضاف بُعدًا جديدًا لنفوذه.
حتى بعد انتهاء علاقتهما التي استمرت أربع سنوات، ظل أنييلي ممتنًا لها بشكل عميق. كان يتصل بها كل صباح عند الساعة السابعة لبقية حياتها، في إشارة إلى أثرها الدائم عليه.
"رقصة المواعدة"
عندما انتقلت باميلا إلى علاقتها التالية مع إيلي دي روتشيلد، أحد أفراد عائلة روتشيلد المالية العريقة، استعرضت مرة أخرى أسلوبها الفريد في العلاقات. أذهلته بـ"رقصة المواعدة" التي اشتهرت بها، لكنها خطت خطوة حاسمة عندما أهدته علبة سجائر "كارتييه" من الفضة، منقوش عليها رسالة تقول إن ليلتهما الأولى معًا كانت "الأكثر إثارة في حياتها". غير أنه لم يكن يعلم أنها استخدمت هذا الإطراء ذاته مع العديد من عشاقها الآخرين، في دلالة على براعتها في التأثير وكسب القلوب.
أما علاقتها بالمنتج الهوليوودي ليلاند هايوارد، منتج فيلم "صوت الموسيقى", فقد أثارت الجدل، لا سيما مع أبنائه الذين لم يخفوا كراهيتهم لها. ابنة هايوارد، بروك، وصفت وفاتها بعبارة لا تخلو من القسوة: "الحمد لله أنني عشت أطول منها".
زواج قصير
كان وينستون تشرشل يدرك جيدًا أن ابنه راندولف عامل باميلا بشكل سيئ خلال زواجهما القصير. وفقًا لما يرويه الكتاب، كان متعاطفًا معها ويحاول حمايتها قدر الإمكان من تأثير ابنه المتهور. لم تكن باميلا بالنسبة له مجرد زوجة ابنه السابق، بل كانت امرأة طموحة قادرة على التفاعل مع القضايا الكبرى وفهم التعقيدات السياسية.
بالنسبة لتشرشل، كانت باميلا نافذة إلى الجيل الجديد، تجلب معها جاذبية وشبكة علاقات واسعة. كانت تجمع بين الذكاء الاستراتيجي واللمسة الإنسانية، مما جعلها شخصية موثوقة وشريكة غير رسمية في تنفيذ خطط تشرشل السياسية والدبلوماسية.
عبر هذه العلاقة الخاصة، تمكنت باميلا من بناء نفوذها الخاص، مما مهد الطريق لتحولها إلى واحدة من أبرز الشخصيات السياسية والدبلوماسية في العقود اللاحقة. كانت باميلا هاريمان أكثر من مجرد زوجة ابن وينستون تشرشل؛ كانت شريكته غير المعلنة في لعبة النفوذ العالمية.
"مغوية القرن"
لم تكن باميلا مجرد عشيقة شهيرة، بل كانت أيضًا شخصية بارزة في السياسة الأميركية. بعد زواجها من أفريل هاريمان عام 1971، تحولت في العقود الأخيرة من حياتها إلى لاعبة رئيسية في السياسة الأميركية، خاصة في أروقة الحزب الديمقراطي.
بعد وفاة زوجها الثاني، المنتج الهوليوودي ليلاند هايوارد، عام 1971، وجدت باميلا طريقها مجددًا إلى أفريل هاريمان، أحد عشاقها السابقين الذي كان قد ترمل حديثًا. وسرعان ما تحول اللقاء العاطفي إلى شراكة سياسية وزواج ثالث أعادها إلى قلب الساحة السياسية الأميركية
صانعة كلينتون
مع زواجها من هاريمان، عززت باميلا مكانتها في الحزب الديمقراطي، حيث أنشأت لجنة العمل السياسي "PamPAC". كانت اللجنة منصة رئيسية لدعم المرشحين الواعدين، وبرز دورها في جمع التبرعات وتنظيم الحفلات الفخمة التي استقطبت النخبة السياسية والاجتماعية.
كان أحد أعظم إنجازاتها السياسية دعمها المبكر للرئيس بيل كلينتون. عندما كان كلينتون في بداية مسيرته السياسية، رأت باميلا فيه طموحًا وذكاءً جعلاها تعتبره رئيسًا مستقبليًا محتملاً، على الرغم من إدراكها لعيوبه الشخصية.
جمعتهما حملات لجمع التبرعات وأحداث اجتماعية ضخمة، حيث أسهمت بشكل كبير في تعزيز علاقاته داخل الحزب الديمقراطي. اعترف كلينتون لاحقًا بأن دعم باميلا كان حاسمًا في مسيرته السياسية، خاصة خلال حملته الرئاسية عام 1992.
"سأكون ممتنة"
لم تكن باميلا تعتمد فقط على نفوذها السياسي، بل كانت توظف مهاراتها الإغوائية واستراتيجياتها الشخصية حتى في المجال السياسي. كانت تعرف كيف تتحدث مع السياسيين وكبار الشخصيات، وكيف تُقنعهم بدعم قضاياها. بأسلوبها الخاص، كانت تمس أذرعهم وتطلب منهم دعمها بعبارات بسيطة ومؤثرة مثل: "سأكون ممتنة جدًا لو تمكنت من..."، لتضمن أن طلباتها تُنفذ دائمًا.
أيقونة النفوذ
في عام 1993، كافأها كلينتون على دعمها بتعيينها سفيرة للولايات المتحدة في فرنسا، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب. في باريس، استخدمت باميلا أسلوبها الشخصي الساحر في تهدئة التوترات بين فرنسا والولايات المتحدة، مما ساعد في تجاوز سنوات من سوء الفهم.
حتى في السبعينيات من عمرها، استمرت باميلا في إبهار الجميع، من القادة السياسيين إلى الصحافيين الشباب. أُشيع الكثير عن علاقاتها العاطفية حتى في هذه الفترة، وكان سحرها الشخصي جزءًا لا يتجزأ من أسلوبها الدبلوماسي.
الوجه الآخر
لا يقتصر كتاب "صانعة الملوك" على تناول علاقات باميلا السياسية والعاطفية، بل يقدم لمحات مذهلة عن نمط حياتها اليومية الذي كان مشبعًا بالترف، الثقافة، والشخصية الجريئة التي ميزتها عن غيرها. باميلا لم تكن مجرد سيدة مجتمع عابرة؛ بل كانت امرأة تعرف كيف تجعل من حياتها لوحة فنية تُعبر عن القوة والجمال والحرية.
قصر الفنون
في منزلها الفخم في جورج تاون، صنعت باميلا مساحة تعكس ذوقها الرفيع وشغفها بالفن. كانت الجدران مغطاة بلوحات فنية أصلية من أعظم الفنانين في التاريخ، مثل بيكاسو، رينوار، فان جوخ، وديغا. هذه القطع الفنية كانت انعكاسًا لثقافتها الواسعة وحبها للجمال، مما جعل منزلها ملتقىً للنخبة السياسية والاجتماعية.
السباحة عارية
أحد أكثر التفاصيل التي يوردها الكتاب عن باميلا هو استمتاعها بالسباحة عارية في مسبح منزلها، حتى مع تقدمها في العمر. لم تكن هذه العادة مجرد تصرف جريء؛ بل كانت تجسيدًا لثقتها بنفسها ورفضها للقيود المجتمعية. كانت باميلا تسعى دائمًا للعيش بطريقتها الخاصة، غير عابئة بالأعراف التي قد تحاول تقييد امرأة في موقعها.
الذوق الرفيع
لم تكن حياة باميلا تقتصر على الأعمال الفنية أو مظاهر الجمال فقط؛ بل امتدت إلى كل تفاصيل حياتها اليومية. كانت تُعرف بذوقها الرفيع في اختيار الملابس، العطور، وحتى الأطعمة والمشروبات. تروي إحدى الروايات أنها كانت تختار الشمبانيا والطعام بعناية فائقة حتى في أصعب الظروف، مثل الحرب العالمية الثانية، ما يعكس قدرتها على تحويل كل موقف إلى لحظة من الأناقة والفخامة.
كانت باميلا تجمع بين الثقافة الرفيعة والشخصية القوية. لم تكن مقتنياتها الفنية مجرد رموز للترف، بل كانت أدوات للتواصل مع ضيوفها وزيادة تأثيرها. كان الزوار يجدون أنفسهم في محادثات عميقة حول الفن، السياسة، والثقافة، مما جعل لقاءاتها تتجاوز حدود المجاملات الاجتماعية إلى بناء علاقات أعمق.
تعبير ذاتي
تظهر تفاصيل حياة باميلا اليومية كيف كانت امرأة مستقلة تعرف تمامًا كيف تعبر عن ذاتها. لم تكن تتبع معايير المجتمع بل كانت تصنع معاييرها الخاصة. من اقتنائها لأعظم الأعمال الفنية، إلى الجرأة في تصرفاتها اليومية، وحتى أسلوبها في تقديم نفسها أمام الآخرين، كانت باميلا تجسد مزيجًا فريدًا من الأناقة والجرأة.
ملهمة النساء عبر الأجيال
وبهذا المعنى، لم تكن باميلا مجرد شخصية سياسية أو اجتماعية، بل كانت رمزًا للمرأة التي تعرف كيف تعيش حياتها بشروطها الخاصة. رسخت مكانتها كأيقونة للترف والثقافة، تاركة إرثًا يُلهم النساء لاحتضان شخصياتهن بثقة وتحرر.
خلاصات
كانت حياة باميلا هاريمان - كما يصفها كتاب "صانعة الملوك" - رحلة استثنائية جمعت بين الجرأة، الذكاء، والجاذبية. من فتاة أرستقراطية إنجليزية بسيطة، إلى مغوية قادة العالم وسيدة نفوذ سياسي لا يُستهان بها، استطاعت باميلا أن تعيد تعريف دور المرأة في الدبلوماسية والسياسة.
سواء من خلال منزلها المزدان بالفن، أو علاقاتها العاطفية التي مزجت فيها بين الاستراتيجية والمشاعر، أو نفوذها في الحزب الديمقراطي الأميركي، كانت باميلا تعيش حياتها بشروطها الخاصة، متجاوزة القيود المجتمعية ومتحدية المعايير التقليدية. لقد كانت نموذجًا استثنائيًا للمرأة التي استطاعت بذكائها وسحرها أن تترك بصمة في عالم يسيطر عليه الرجال.
ورغم كل ما قد يُقال عن حياتها المثيرة للجدل، لا يمكن إنكار أن باميلا هاريمان كانت أكثر من مجرد عشيقة شهيرة أو سيدة مجتمع؛ لقد كانت صانعة ملوك، ودبلوماسية بارعة، وأيقونة في عالم النفوذ والسلطة. تركت وراءها إرثًا لا يزال يثير الإعجاب والدهشة، ويؤكد أن النساء قادرات على تحقيق المستحيل في أصعب الظروف.